-3-4 – باب: في الأمل وطوله.
وقول الله تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغُرور} /آل عمران: 185/.
وقوله: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} /الحجر: 3/.
وقال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
{بمزحزحه} /البقرة: 96/: بمباعده.
6054 – حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني أبي، عن منذر، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به – أو: قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا).
6055 – حدثنا مسلم: حدثنا همَّام، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال:
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً، فقال: (هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب).
[ش (زحزح) أبعد ونحي. (فاز) نجا وربح. (متاع الغرور) متعة يتمتع بها لأمد قليل، وهي أي – الدنيا – تخدع من تعلق بها واستكان إليها. (ذرهم) اتركهم ودعهم. (يتمتعوا) بملذات الدنيا. (يلههم الأمل) يشغلهم عن عمل الآخرة والتوبة إلى الله عز وجل ما يأملونه من البقاء في الدنيا، وما ترغبه نفوسهم من طول عمر وزيادة غنى ونحو ذلك. (مدبرة) بما فيها من ملذات.
(مقبلة) بما فيها من أهوال وحشر وحساب، ونعيم خالد أو جحيم مقيم.
(بنون) متعلقون بها تعلق الأبناء بالآباء، راغبون فيها ومقبلون عليها، لا يلتفتون إلى غيرها. (اليوم) في الدنيا. (غداً) في الآخرة].
[ش (مربعاً) شكلاً ذا أضلاع أربع متساوي الزوايا. (خارجاً منه) ممتداً إلى خارجه. (الأعراض) الآفات التي تعرض له من مرض وشغل، وآخرها الموت. (أخطأه) لم يصبه. (نهشه) أصابه، والنهش أخذ الشيء بمقدم الأسنان].
[ش (كذلك) في هذه الآفات التي تعرض له. (الأقرب) وهو الأجل].