-3-25 – باب: الخوف من الله.
6115 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذرُّوني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك، فغفر له).
6116 – حدثنا موسى: حدثنا معتمر: سمعت أبي: حدثنا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً: (فيمن كان سلف، أو قبلكم، آتاه الله مالاً وولداً – يعني أعطاه – قال: فلما حضر قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيراً – فسرها قتادة: لم يدخر – وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا فإذا مت فأحرقوني، حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك – وربي – ففعلوا، فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فرق منك، فما تلافاه أن رحمه الله).
فحدثت أبا عثمان فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: (فأذروني في البحر). أو كما حدث.
وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن قتادة: سمعت عقبة: سمعت أبا سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ش (رجل) من بني إسرائيل. (يسيء الظن) يتوقع أن يناله بسببه عقاب شديد. (بعمله) الذي كان معصية، وكان ينبش القبور ويأخذ ما فيها.
(فذرُّوني) فرِّقوا أعضائي وألقوها، أو: فرِّقوا رمادي بعد حرقي. (صائف) شديد الحر حتى تتمزق أعضاؤه وتتبعثر، أو تفرِّق الريح رماده بشدة].
[ش (يقدم على الله) يبعث يوم القيامة على هيئته. (فاسهكوني) من السهك وهو أن يفت الشيء، أو يدق قطعاً صغاراً، وقيل هو بمعنى السحق. (وربي) أي جعلهم يقسمون بربهم على العهد أو هو قسم من المخبر عنهم. (فرق) خوف. (تلافاه) تداركه برحمته].