-3-2 – باب: قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم. ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون} /النور: 27 – 29/.
وقال سعيد بن أبي الحسن للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله عز وجل: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} /النور: 30/. قال قتادة: عما لا يحل لهم.
{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} /النور:31/.
{خائنة الأعين} /غافر: 19/. من النظر إلى ما نهي عنه.
وقال الزُهري: في النظر إلى التي لم تحض من النساء: لا يصلح النظر إلى شيء منهن، ممن يشتهي النظر إليه، وإن كانت صغيرة.
وكره عطاء النظر إلى الجواري التي يبعن بمكة إلا أن يريد أن يشتري.
5874 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سليمان بن يسار: أخبرني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلاً وضيئاً، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل، فعدل وجهه عن النظر إليها، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: (نعم).
5875 – حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أبو عامر: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والجلوس بالطرقات). فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: (فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه). قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).
[ش (تستأنسوا) تنظروا من في الدار وتستأذنوا، من الاستئناس وهو طلب الإيناس، والإيناس من الأنس وهو ضد الوحشة، وقيل: الاستئناس الاستئذان في لغة اليمن. (حتى يؤذن لكم) حتى يوجد فيها من يأذن بدخولها. (ارجعوا) أي إن لم يؤذن لكم بالدخول لعذر وغيره. (فارجعوا) من حيثأتيتم، ولا تلازموا البيوت ولا تقفوا على أبوابها. (أزكى) أطهر لقلوبكم ونفوسكم، وأصلح لمجتمعكم وأحوالكم. (جناح) إثم وحرج. (تدخلوا) بدون استئذان.(غير مسكونة) غير متخذة للسكنى الخاصة، كالفنادق والمتاجر ونحوها.(متاع) منفعة. (سعيد) أخو الحسن البصري. (نساء العجم) كالفرس والروم، غير المسلمات. (يغضوا..) يخفضوا طرفهم، ولا ينظروا إلى النساء الأجنبيات، مسلمات أو غير مسلمات، وذلك هو طريق حفظ الفروج وعدم الوقوع في الزنا. وكذلك الأمر بالنسبة للنساء المسلمات، ونظرهن إلى الرجال غير المحارم لهن. (خائنة الأعين) النظرة المسترقة إلى ما لا يحل، والرجل ينظر إلى المرأة الحسناء تمر به، أو يدخل بيتاً هي فيه، فإذا فطن لها غض بصره. (لم تحض..) أي الصغيرة التي لم تبلغ سن الحيض.(إليه) إلى شيء منهن، وفي رواية (إليهن). (الجواري) الإماء، أي النساء المملوكات، وقد كن يطاف بهن مسفرات حول البيت ليشتهرن ويرغب الناس فيهن. [فتح]].
[ش (عجز) مؤخر. (وضيئاً) حسن الوجه، جميل الصورة. (فطفق) شرع وأخذ. (أعجبه حسنها) لفت نظره جمالها. (فأخلف بيده) مد يده إلى خلفه.(يقضي عنه) يجزي عنه].