-3- 1 – باب: بدء الأذان.
-وقوله عزوجل: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} /المائدة: 58/. وقوله: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} /الجمعة: 9/.
578 – حدثنا عمران بن ميسرة: حدثنا عبد الوارث: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال:
ذكروا النار والناقوس، فذكروا اليهود والنصارى، فأمر بلال: أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة.
(ذكروا النار والناقوس) وهو ما يضرب به النصارى وقت الصلاتهم، أي ذكروا إيقاد النار أو ضرب الناقوس للدعوة إلى الصلاة. (فذكروا اليهود والنصارى) أي فذكروا أن هذا من عملهم، أي الكفار، فاليهود تنفخ بالبوق والنصارى تضرب بالناقوس، والمجوس توقد النار، للدعوة إلى عبادتهم. (يشفع) يأتي بألفاظه مثنى مثنى، من شفعت الشيء إذا ضممته إلى الفرد. (يوتر) يأتي بأللفاظها فرادى، من الوتر وهو الفرد].
579 – حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني نافع: أن ابن عمر كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة، يجتمعون فيتحينون الصلاة، ليس ينادى لها، فتكلموا يوما في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقا مثل قرن اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بلال، قم فناد بالصلاة).
[ش (ناديتم) أذنتم. (هزوا ولعبا) أي إن الكفار إذا سمعوا الأذان إلى الصلاة هزئوا، وإذا رأوا المسلمين يركعون ويسجدون ضحكوا ولعبوا…].
[ش أخرجه مسلم في صلاة، باب: الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة، رقم: 378.
[ش أخرجه مسلم في الصلاة، باب: بدء الأذان، رقم: 377.
(فيتحينون) يقدرون حينها ليأتوا إليها، من الحين وهو الوقت والزمن. (بوقا) وهو الذي ينفخ فيه فيخرج صوتا. (قرن) هو البوق، ولعله بوق فيه التواء مثل قرن الشاة].