-3- 1 – باب: ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي.
2279 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة قال: عبد الملك بن ميسرة أخبرني قال: سمعت النزال: سمعت عبد الله يقول:
سمعت رجلا قرأ آية، سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها، فأخذت بيده، فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (كلاكما محسن). قال شعبة: أظنه قال: (لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).
2280 – حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
استب رجلان: رجل من المسلمين، ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم،فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، فسأله عن ذلك فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأصعق معهم، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش جانب العرش، فلا أدري: أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله).
2281 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس جاء يهودي، فقال: يا أبا القاسم، ضرب وجهي رجل من أصحابك، فقال: (من). قال: رجل من الأنصار، قال: (ادعوه). فقال: (أضربته). قال: سمعته بالسوق يحلف: والذي اصطفى موسى على البشر، قلت: أي خبيث، على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأخذتني غضبة ضربت وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق، أم حوسب بصعقة الأولى).
2282 – حدثنا موسى: حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه:
أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين، قيل: من فعل هذا بك، أفلان، أفلان؟ حتى سمي اليهودي، فأومت برأسها، فأخذ اليهودي فاعترف، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه بين حجرين.
[ش (الإشخاص) إحضار الغريم. (الملازمة) منع صاحب الحق غريمه من التصرف حتى يعطيه حقه].
[ش (آية) قيل: هي من سورة الرحمن. (محسن) مصيب في قراءته. (تختلفوا) أي في القرآن، ولا تجادلوا فيه. (اختلفوا) في كتبهم. (هلكوا) سببوا لأنفسهم الهلاك، لأن اختلافهم جرهم إلى التحريف والتبديل حسب أهوائهم، فكان ذلك سببا لخصوماتهم ونزاعهم، وحلول العذاب فيهم].
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: من فضائل موسى عليه السلام، رقم: 2373.
(استب) من السب وهو الشتم والتنابذ بالكلام وغيره. (رجل من المسلمين) قيل: أبو بكر رضي الله عنه. (رجل من اليهود) قيل هو فنحاص، وقيل غيره. (اصطفى) من الصفوة، وهي الخالص من الشيء. (تخيروني) تفضلوني تفضيلا فيه انتقاص لغيري من الأنبياء. (يصعقون) يخرون صرعى، مغمى عليهم من الفزع أو ميتين. (يفيق) يحيا، أو يذهب عنه أثر الصعق ويصحو. (باطش) متعلق بناحية منه بقوة، والبطش الأخذ القوي الشديد. (استثنى الله) بقوله تعالى: {فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} /الزمر: 68/: أي فلم يصعق].
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: من فضائل موسى عليه السلام، رقم: 2374.
(حوسب بصعقة الأولى) أي عدت عليه الصعقة التي صعقها في الدنيا، عندما طلب من الله تعالى أن ينظر إليه وتجلى سبحانه للجبل، لأن كل مكلف يصعق مرتين فقط].
[ش (رض) دق. (جارية) من الأنصار. (سمي) ذكر اسم القاتل. (فأومت) أشارت].