-3- 40 – باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصحية: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
-وقوله تعالى: {إذا نصحوا لله ورسوله} /التوبة: 91/.
57/58 – حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال:
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
(58) – حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله وأثنى عليه، وقال:
عليكم بإتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار، والسكينة، حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن. ثم قال: استعفوا لأميركم، فإنه كان يحب العفو. ثم قال: أما بعد فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علي: (والنصح لكل مسلم). فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم. ثم استغفر ونزل.
[ش الحديث: أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان أن الدين النصحية، رقم 55. 56
قال العيني: إن البخاري رحمه الله تعالى، ختم كتاب الإيمان بهذا الحديث، لأنه عظيم جليل حفيل، عليه مدار الإسلام، .. وقيل: يمكن أن يستخرج منه الدليل على جميع الأحكام.
(نصحوا) نصح له: تحرى ما ينبغي له وما يصلح، وأراد له الخير، وأخلص في تدبير أمره. ونصح العبد لله تعالى: وقف عند ما أمر وما نهى، وفعل ما يجب واجتنب ما يسخط. ونصح لرسوله صلى الله عليه وسلم: صدق بنبوته، والتزم ما جاء به، وتخلق بأخلاقه بقدر طاقته].
[ش (قام) أي جرير بن عبد الله، وقد كان المغيرة واليا على الكوفة في خلافة معاوية رضي الله عنهم، واستناب عند موته ابنه عروة، وقيل: استناب جرير بن عبد الله، ولذا قام وخطب هذه الخطبة بعد موت المغيرة. [فتح] (الوقار) الرزانة. (السكينة) السكون والهدوء. (استعفوا) اطلبوا له العفو من الله تعالى]. بسم الله الرحمن الرحيم.