-3- 120 – باب: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} /103/.
{وإذ قال الله} /116/: يقول: قال الله، وإذ ها هنا صلة.
المائدة: أصلها مفعولة، كعيشة راضية، وتطليقه بائنة، والمعنى: ميد بها صاحبها من خير، يقال مادني يميدني.
وقال ابن عباس: {متوفيك} /آل عمران: 55/: مميتك.
4347 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة: التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شيء.
قال: وقال أبو هريرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب). والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر، والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء، وسموه الحامي.
وقال أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: سمعت سعيدا قال: يخبره بهذا.
قال: وقال أبو هريرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: نحوه.
ورواه ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
4348 – حدثني محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني: حدثنا حسان ابن إبراهيم: حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا، ورأيت عمرا يجر قصبه، وهو أول من سيب السوائب).
[ش (ما جعل) ما أوجبها ولا أمر بها، وانظر في المعاني أحاديث الباب. (صلة) أي زائدة. (المائدة) يشير إلى قوله تعالى: {أن ينزل علينا مائدة من السماء} وقوله تعالى: {اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء} /المائدة: 112 – 114/. (أصلها مفعولة) أي أصل لفظ المائدة مميودة، على وزن مفعولة، ثم جعلت مائدة حسب قواعد الصرف، والمائدة: خوان عليه طعام، ومادني أعطاني ما أقتات به، والخوان: ما يؤكل عليه. (راضية) أي مرضية. (بائنة) قال العيني: إن تمثيل البخاري بقوله: كعيشة راضية صحيح، لأن لفظ راضية – وإن كان وزنها فاعلة في الظاهر -ولكنها بمعنى المرضية، لامتناع وصف العيشة بكونها راضية، وإنما الرضا وصف صاحبها. وتمثيله بقوله: وتطليقة بائنة، غير صحيح، لأن لفظ بائنة هنا على أصله بمعنى قاطعة، لأن التطليقة البائنة تقطع حكم العقد، حيث لا يبقى للمطلق بالطلاق البائن رجوع إلى المرأة إلا بعقد جديد برضاها. [18/214]. (مميتك) أي بعد نزولك إلى الأرض آخر الزمان].
[ش (يحطم) يكسر. (قصبه) واحد الأقصاب وهي الأمعاء].