-3- 145 – باب: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} /39/.
4373/4374 – حدثنا الحسن بن عبد العزيز: حدثنا عبد الله بن يحيى: حدثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رجلا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}. إلى آخر الآية، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا ابن أخي، أغتر بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}. إلى آخرها. قال: فإن الله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه: إما يقتلونه وإما يوثقونه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة. فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في علي وعثمان؟ أما عثمان: فكان الله قد عفا عنه، فكرهتم أن يعفو عنه. وأما علي: فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه – وأشار بيده – وهذه ابنته – أو ابنته – حيث ترون.
(4374) – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا بيان: أن وبرة حدثه قال: حدثني سعيد بن جبير قال: خرج علينا – أو: إلينا – ابن عمر،
فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك.
[ش (أغتر) من الاغترار، وهو الغفلة والخداع، أي تأويل هذه الآية أحب إلي من تأويل الآية الأخرى، التي فيها تغليظ شديد وتهديد عظيم لمن قتل مؤمنا متعمدا. وفي رواية (أعير) أي لأن أعير بترك القتال مع إحدى الطائفتين كما تذكر الآية الأولى، أحب إلي من أن أعير بقتل مؤمن عامدا متعمدا، توعد الله تعالى عليه بالخلود في النار، كما في الآية الثانية. قال العيني: والحاصل أن السائل كان يرى قتال من خالف الإمام الذي يعتقد طاعته، وكان ابن عمر يرى ترك القتال فيما يتعلق بالملك. (إلى آخرها) وتتمتها: {فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}. /النساء: 93/. (يوثقوه) هكذا بحذف النون منه بلا جازم ولا ناصب، وهي لغة فصيحة لبعض العرب. وفي رواية (يوثقونه) وكذلك قوله (يقتلوه) ومعنى يوثقونه: يضعونه في الوثاق وهو الحبل، أي يربطونه ليضربوه ويعذبوه].
[ش (قتال الفتنة) يقصد السائل ما ذكر في قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا
تكون فتنة} /الأنفال: 39/. وكأنه يقصد أن يقول: ما يمنعك من القتال مع أن الله تعالى أمر به في تلك الآية].