-3- 182 – باب: {وروادته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك} /23/.
وقال عكرمة: هيت لك: بالحورانية: هلم. وقال ابن جبير: تعاله.
4415 – حدثني أحمد بن سعيد: حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: {هيت لك}. قال: وإنما نقرؤها كما علمناها. {مثواه} /21/: مقامه. {وألفيا} /25/: وجدا. {ألفوا آباءهم} /الصافات: 69/. {ألفينا} /البقرة: 170/.
وعن ابن مسعود: {بل عجبت ويسخرون} /الصافات: 12/.
4416 – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه:
أن قريشا لما أبطؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام، قال: (اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}. قال الله: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون}. أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان، ومضت البطشة.
[ش (راودته) طلبت منه أن يواقعها، أي يرتكب معها الزنا، واحتالت معه لتحمله على ذلك. (غلقت) أطبقتها بشدة. (بالحورانية) نسبة إلى حوران وهي أرض من بلاد الشام، وتعرف الآن بمحافظة درعا من سورية].
[ش (كما علمناها) أي كما أقرأناها وعلمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ألفوا آباءهم) وجدوهم، وتتمة الآية: {ضالين}. (ألفينا) وجدنا. (بل عجبت..) قيل: مناسبة الإتيان بها هنا: بيان أن ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ التاء في هيت كما يقرؤها في عجبت. وفي تاء عجبت قراءتان: الضم، وبه قرأ حمزة والكسائي وخلف. والفتح، وبه قرأ باقي القراء: المعنى على قراءة الضم: بلغ من عظم آياتي أني عجبت منها، أي استعظمتها، ومع ذلك يسخر منها هؤلاء لفرط جهلهم وعنادهم. وعلى الفتح: هو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أي عجبت من تكذيبهم إياك وهم يسخرون من تعجبك، أو: عجبت من تكذيبهم بالبعث وهم يسخرون من أمره].