-3- 188 – باب: قوله: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين} /24 – 25/.
4421 – حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أخبروني بشجرة تشبه، أو: كالرجل المسلم، لا يتحات ورقها، ولا ولا ولا، تؤتي أكلها كل حين). قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه، والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا، قال عمر: لأن تكون قلتها، أحب إلي من كذا وكذا.
[ش (كشجرة طيبة..) أي الكلمة الطيبة، وهي كلمة التوحيد: أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، نافعة مثمرة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كالشجرة المثمرة الثمار الطيبة الممتعة، وهي مستقرة الجذور في الأرض ترتوي من مياهها وتمتص خصائص النماء من تربتها،باسقة الأغصان في السماء تنتعش بخصائص الهواء وأشعة الشمس، فهي دائمة النمو مستمرة العطاء، وكذلك الإيمان ثابت مستقر في قلب صاحبه، تغذيه الطاعة، وتنميه التقوى، ولا يزال ينشط صاحبه للعمل الصالح والإخلاص فيه، حتى يرفعه الله عز وجل منزلة رفيعة ويسكنه جنته، وقد تقبل منه حسناته، ورفعها إليه في سجل ملائكته الأبرار. (أصلها) جذرها. (ثابت) مستقر في باطن الأرض. (فرعها) ساقها وأغصانها وأعلاها. (في السماء) ذاهبة في جهة السماء. (تؤتي أكلها) تعطي ثمارها. (كل حين) كل موسم ووقت وقته الله تعالى لإثمارها ونضجه].
[ش (يتحات) يتساقط ويتناثر. (ولا ولا ولا) تكرار لكلمة لا ثلاث مرات، وأشار بهذا إلى ثلاث صفات أخر للنخلة، ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكرها الراوي. (تؤتي..) لا بنقطع ثمرها ولا يتأخر عن وقته. (من كذا وكذا) أي من حمر النعم، كما صرح به في رواية أخرى].