-3- 266 – باب: تفسير سورة آلم غلبت الروم.
قال مجاهد: {يحبرون} /15/: ينعمون. {فلا يربو عند الله} /39/: من أعطى عطية يبتغي أفضل منه فلا أجر له فيها. {يمهدون} /44/: يسوون المضاجع. {الودق} /48/: المطر.
قال ابن عباس: {هل لكم مما ملكت أيمانكم} /28/: في الآلهة، وفيه {تخافونهم} /28/: أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا. {يصدعون} /43/: يتفرقون. {فاصدع} /الحجر: 94/.
وقال غيره: {ضعف} /54/: وضعف لغتان.
وقال مجاهد: {السوأى} /10/: الإساءة جزاء المسيئين.
4496 – حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان: حدثنا منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال:
بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متكئا، فغضب، فجلس فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم، فإنالله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}. وإن قريشا أبطؤوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف). فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله. فقرأ: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين – إلى قوله – عائدون}. أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يوم نبطشالبطشة الكبرى}. يوم بدر، {ولزاما} يوم بدر، {آلم غلبت الروم – إلى – سيغلبون}. والروم قد مضى.
[ش (يربو) يزكو ويبارك فيه. (يسوون..) أي يهيئون لأنفسهم مضاجعهم المريحة في القبور أو في الجنة بأعمالهم الصالحة. (في الآلهة..) أي نزلت في الأصنام التي يجعلونها شركاء لله تعالى، وفي حقه سبحانه. والآية بتمامها: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكممن شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون} والمعنى: هل ترضون لأنفسكم أن يشارككم بعض عبيدكم فيما تملكون وتستووا معهم في ملكيته من غير تفرقة بينكم وبينهم، وتخافون أن يرث بعضهم بعضكم، أو أن يستبدوا بالتصرف دونكم، كما يكون ذلك بين الأحرار؟ فإذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم، وأنتم عبيد مخلوقون لله تعالى أنتم وما تملكون، فكيف ترضون أن تجعلوا لله تعالى شركاء، وهو الخالق وحده وهو رب الأرباب؟ (فاصدع) اجهر بالحق وفرق وافصل بينه وبين الباطل، وأصل الصدع الشق في الشيء الصلب. (ضعف) قرأ الجمهور بضم الضاد، وقرأ شعبة وحمزة بفتحها، وقرأ حفص بالضم والفتح. (السوأى) الأذى البالغ نهايته، مؤنث الأسوأ وهو البالغ في القبح].
[ش (كندة) موضع في الكوفة، ويحتمل أنه كان يحدث في جماعة من قبيلة كندة. (كهيئة الزكام) مثل الزكام، وهو التهاب حاد بغشاء الأنف يتميز غالبا بالعطاس وسيلان الأنف ونحوه. (المتكلفين) الذين يقومون بالعمل تصنعا ورياء وبغير رغبة /ص: 86/. وغرض ابن عباس رضي الله عنهما: أن القول فيما لا يعلم نوع من التكلف المنهي عنه، وفيه تعريض بالرجل القائل: يجيء دخان..الخ].