-3- 27 – باب: وجوب النفير، وما يجب من الجهاد والنية.
وقوله: {انفروا خفافا أو ثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله}. الآية /التوبة: 41/ 42/.
وقوله: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة – إلى قوله – على كل شيء قدير} /التوبة: 38، 39/.
يذكر عن ابن عباس: {انفروا ثبات} /النساء: 71/: سرايا متفرقين. يقال: أحد الثبات ثبة.
2670 – حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان قال: حدثني منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا).
[ش (انفروا) اجرجوا للجهاد إذا دعيتم. (خفافا وثقالا) أغنياء وفقراء، وقيل غير ذلك، والمعنى: اخرجوا في جميع الأحوال، حسب طاقتكم وغاية جهدكم. (عرضاً) غنيمة ونحوها. (قاصدا سهلاً قريبا ومتوسطا. (الشقة) السفر وطول المسافة. (الآية) وتتمتها: {لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون}. (يهلكون أنفسهم) يوقعونها في الهلاك بحلفهم الكاذب. (أثاقلتم) تباطأتم وتكاسلتم، وملتم إلى المقام وترك الجهاد. (من الآخرة) بدل الآخرة. (إلى قوله) وتتمتها: {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا. (يستبدل قوما غيركم) ينصرون نبيه، ويقيمون دينه، ويصونون شريعته. (ثبات) جمع ثبة وهي الجماعة].