-3- 31 – باب: قول الله تعالى:
{لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين – إلى قوله – غفورا رحيما} /النساء: 95، 96/.
2676 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول:
لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا، فجاء بكتف فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته، فنزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر}.
2677 – حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد الزهري قال: حدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال:
رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله}. قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر}.
[ش (إلى قوله) وتتمتها: {أجرا عظيما. درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما}. (القاعدون) عن الجهاد. (أولي الضرر) أصحاب الضرر من عمى أو مرض مزمن أو غيره. (درجة) منزلة. (الحسنى) المثوبة الحسنى وهي الجنة].
[ش أخرجه مسلم في الإمارة، باب: سقوط فرض الجهاد عن المعذورين، رقم: 1898. (زيدا) هو ابن ثابت الأنصاري. (بكتف) عظم عريض، كانوا يكتبون عليه لقلة الورق. (ضرارته) ذهاب بصره].
[ش (يملها) يمليها، أي يقرؤها عليه ليكتبها. (ترض) من الرض وهو الدق والجرش. (سري عنه) كشف وأزيل ما يجده من ثقل الوحي].