-3- 70 – باب: فضل الخدمة في الغزو.
2731 – حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
صبحت جرير بن عبد الله، فكان يخدمني وهو أكبر من أنس، قال جرير: إني رأيت الأنصار يصنعون شيئا، لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته.
2732 – حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا محمد بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن حنطب: أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم راجعا وبدا له أحد، قال: (هذا جبل يحبنا ونحبه). ثم أشار بيده إلى المدينة، قال: (اللهم إني أحرم ما بين لابتيها، كتحريم إبراهيم مكة، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا).
2733 – حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، عن إسماعيل بن زكرياء: حدثنا عاصم، عن مورق العجلي، عن أنس رضي الله عنه قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، أكثرنا ظلا الذي يستظل بكسائه، وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذهب المفطرون اليوم بالأجر).
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في حسن صحبة الأنصار رضي الله عنهم، رقم: 2513. (يصنعون شيئا) أي من خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ينبغي، وتعظيمهم له غاية ما يكون].
[ش (أحرم) أجعلها حراما. (لابتيها) مثنى لابة وهي الأرض ذات الحجارة السوداء. (صاعنا ومدنا) مكاييل كانت معروفة، والمعنى: بارك لنا في الطعام الذي يكال بها].
[ش أخرجه مسلم في الصيام، باب: أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل، رقم: 1119. (أكثرنا ظلا..) يريد أنه لم يكن لهم أخيبة يستظلون بها، لما كانوا عليه من القلة، فكان بعضهم يضع يده على رأسه يتقي بها الشمس ويستظل، وبعضهم يضع كساءه يستظل به، ولا يوجد ما هو فوق ذلك. (فلم يعملوا شيئا) لعجزهم. (الركاب) الإبل التي يسار عليها، أثاروها إلى الماء للسقي وغيره. (امتهنوا وعالجوا) خدموا الصائمين، فتناولوا السقي والطبخ، وهيؤوا العلف، وضربوا الأبنية والخيام. (بالأجر) أخذوا الأجر الكامل الأوفر، لتعدي نفعهم لغيرهم، بينما كان للصائمين أجر صيامهم وحده، لأن نفعهم كان قاصرا عليهم].