-3- 163 – باب: من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس.
2876 – حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة أنه أخبره قال:
خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة، حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، قلت ويحك ما بك؟ قال: أخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان وفزارة، فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها: يا صباحاه يا صباحاه، ثم اندفعت حتىألقاهم وقد أخذوها، فجعلت أرميهم وأقول:
أنا ابن الأكوع – واليوم يوم الرضع.
فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا، فأقبلت بها أسوقها، فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، فابعث في أثرهم، فقال: (يا ابن الأكوع: ملكت فأسجح، إن القوم يقرون في قومهم).
[ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير، باب: غزوة ذي قرد وغيرها، رقم: 1806. (الغابة) موضع من المدينة على طريق الشام، والغابة في الأصل الأشجار الكثيفة الملتفة. (بثنية) هي الطريق في الجبل أو بين الجبلين، وقيل المرتفع منه. (ويحك) كلمة ترحم، عكس ويل فهي كلمة عذاب. (لقاح) هي الإبل الحلوب، الواحدة لقوح. (غطفان وفزارة) قبيلتان من العرب، وكان على رأس المغيرين عيينة بن حصن الفزاري. (لابتيها) لابتي المدينة، واللابة الحرة، وهي أرض ذات حجارة سود. (يا صباحاه) كلمة يقولها المستغيث، وكأنه ينادي الناس مستغيثا بهم في وقت الصباح. (اندفعت) أسرعت في السير. (الرضع) جمع راضع، قيل: هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه وغذي به، والمعنى: اليوم يوم هلاك اللئام، وقيل غير ذلك. (ملكت) قدرت عليهم. (فأسجح) فارفق، من الإسجاح وهو حسن العفو. (يقرون) يضافون، والمعنى: أنهم وصلوا إلى قومهم وهم يضيفونهم ويساعدونهم، فلا فائدة في البعث في أثرهم].