-3- 184 – باب: من تكلم بالفارسية والرطانة.
وقوله تعالى: {واختلاف ألسنتكم وألوانكم} /الروم: 22/. {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} /إبراهيم: 4/.
2905 – حدثنا عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان: أخبرنا سعيد بن ميناء قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
قلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سورا، فحي هلا بكم).
2906 – حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي وقميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سنه سنه). قال عبد الله: وهي بالحبشية حسنة، قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعها). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي). قال عبد الله: فبقيت حتى ذكر.
2907 – حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية: (كخ كخ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة).
[ش (الرطانة) هي كل كلام غير عربي، وتطلق على كل كلام لا يفهم. (ألسنتكم) لغاتكم. (بلسان) بلغة].
[ش (بهيمة) مصغر بهمة وهي ولد الضأن ذكرا أم أنثى. (نفر) جماعة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة، وقيل إلى سبعة. (سورا) هو الطعام الذي يدعى إليه الناس. (فحي هلا بكم) فأقبلوا أهلا بكم].
[ش (فزبرني) نهرني. (أبلي) من أبليت الثوب إذا جعلته عتيقا، وأخلقي بمعناه، والمعنى: عيشي وخرقي ثيابك وارقعيها، وهكذا. وفي نسخة (وأخلفي) من الخلف وهو العوض والبدل، أي: اكتسبي خلفه بعد بلائه. (فبقيت حتى ذكر) عاشت أم خالد حتى ذكر الراوي زمنا طويلا نسي طول مدته،ويروى (حتى ذكرت) أي صارت مذكورة عند الناس لخروجها عن العادة. وفي نسخة (دكن) من الدكنة وهي غبرة، أي اسود لونه من طول ما لبس].
[ش (بالفارسية) أي هي كلمة فارسية في الأصل ولكنها عربت باستعمال العرب لها].