-3- 5 – باب: العمرة ليلة الحصبة وغيرها.
1691 – حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين لهلال ذي الحجة، فقال لنا: (من أحب منكم أن يهل بالحج فليهل، ومن أحب أن يهل بعمرة فليهل بعمرة، فلولا أني أهديت لأهللت بعمرة). قالت: فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج، وكنت ممن أهل بعمرة، فأظلني يوم عرفة وأنا حائض، فشكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ارفضي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي وأهلي بالحج). فلما كان ليلة الحصبة أرسل معي عبد الرحمن إلى التنعيم، فأهللت بعمرة مكان عمرتي.
[ش (موافين لهلال ذي الحجة) مكملين لشهر ذي القعدة، مستقبلين هلال ذي الحجة. (يهل) يرفع صوته بالتلبية عند النية بحج أو عمرة. (أهديت) سقت الهدي، وهو ما يقدم من الأنعام هدية للبيت الحرام. (أظلني يوم عرفة) دنا منها، كأنه ألقى ظله عليها. (ارفضي عمرتك) اتركي عمرتكوتحللي منها. (انقضي رأسك) حلي شعرك. (ليلة الحصبة) هي الليلة التي تلي ليلة النفر الأخير من منى، بعد آخر أيام التشريق، والمراد بها ليلة المبيت بالمحصب. والمحصب: موضع الجمار بمنى. (التنعيم) موضع خارج مكة، وهو أقرب مواضع الحل إليها، وهو من مواقيت العمرة].