-3-76 – باب: الحذر من الغضب.
لقول الله تعالى: {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون} /الشورى: 37/. {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} /آل عمران: 134/.
5763 – حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
5764 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت: حدثنا سليمان بن صرد قال:
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى اللهعليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون.
5765 – حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، هو ابن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب). فردد مراراً، قال: (لا تغضب).
[ش (والذين يجتنبون..) وصف للذين آمنوا السابق ذكرهم في الآية قبلها من السورة. (يجتنبون..) يتركونها ويبتعدون عنها. (كبائر الإثم) أكبر الذنوب: كالشرك بالله تعالى، وعقوق الوالدين، وغيرهما. (الفواحش) كل ما قبح فعله كالزنا ونحوه. (وإذا ما غضبوا) إذا غضبوا لأنفسهم ولأمر دنيوي، وما زائدة. (يغفرون) يعفون ويصفحون. (الذين ينفقون..) وصف للمتقين المذكورين في الآية قبلها. (السراء والضراء) حال الفرح والسرور، وحال المحنة والبلاء، وفي العسر واليسر. (الكاظمين الغيظ) الحابسين أنفسهم عن الاستجابة لبواعث الغضب وتنفيذ ما يقتضيه،والكظم: حبس الشيء عند امتلائه، والغيظ: توقد حرارة القلب من الغضب].
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب..، رقم: 2609.
(الشديد) القوي الحقيقي. (بالصرعة) الذي يغلب الرجال ويصرعهم. (يملك نفسه) يكظم غيظه ويتحلم ولا يعمل بمقتضى غضبه].
[ش (رجلاً) هو جارية بن قدامة رضي الله عنه. (مراراً) كرر طلبه للوصية مرات].