-3- 15 – باب: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون}. / آل عمران: 122/
3825 – حدثنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه قال:
نزلت هذه الآية فينا: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}. بني سلمة وبني الحارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: {والله وليهما}.
3826 – حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان: أخبرنا عمرو، عن جابر قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل نكحت يا جابر). قلت: نعم. قال: (ماذا أبكرا أم ثيبا). قلت: لا بل ثيبا، قال: (فهلا جارية تلاعبك). قلت: يا رسول الله، إن أبي قتل يوم أحد، وترك تسع بنات، كن لي تسع أخوات، فكرهت أن أجمع اليهن جارية خرقاء مثلهن، وكلن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن، قال:(أصبت).
3827 – حدثني أحمد بن أبي سريج: أخبرنا عبيد الله بن موسى: حدثنا شيبان، عن فراس، عن الشعبي قال: حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أن أباه أستشهد يوم أحد، وترك عليه دينا، وترك ست بنات، فلما حضر جذاذ النخل قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد علمت أن والدي قد استشهد يوم أحد وترك دينا كثيرا، وإني أحب أن يراك الغرماء، فقال: (اذهب فبيدر كل تمر على ناحية). ففعلت ثم دعوته، فلمانظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات، ثم جلس عليه، ثم قال: (ادع لي أصحابك). فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته، وأنا أرضى أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة، فسلم الله البيادر كلها، وحتى إني أنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لم تنقص تمرة واحدة.
3828 – حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض، كأشد القتال، ما رأيتهما من قبل ولا بعد.
3829 – 3831 – حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا مروان بن معاوية: حدثنا هاشم بن هاشم السعدي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سعد بن أبي وقاص يقول:
نثل لي النبي صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحد، فقال: (أرم فداك أبي وأمي).
3830 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد ابن المسيب قال: سمعت سعدا يقول:
جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد.
3831 – حدثنا قتيبة: حدثنا ليث، عن يحيى، عن ابن المسيب أنه قال: قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبويه كليهما، يريد حين قال: (فداك أبي وأمي) وهو يقاتل.
3832/3833 – حدثنا أبو نعيم: حدثنا مسعر، عن سعد، عن ابن شداد قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول:
ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يجمع أبويه لأحد غير سعد.
3833 – حدثنا يسرة بن صفوإن: حدثنا إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله ابن شداد، عن علي رضي الله عنه قال:
ما سـمعت النبـي صلـى اللـه عليه وسلم جمـع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك، فإني سمعته يقول يوم أحد: (يا سعد ارم، فداك أبي وأمي).
3834 – حدثنا موسى بن إسماعيل، عن معتمر، عن أبيه قال:
زعم أبو عثما ن: أنه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن، غير طلحة وسعد. عن حديثهما.
3835 – حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن يوسف قال:سمعت السائب بن يزيد قال:
صحبت عبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والمقداد وسعداً رضي الله عنهم، فما سمعت أحدا منهم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد.
3836 – حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس قال: رأيت يد طلحة شلاء، وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
3837 – حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال:
لما كان يوم أحد إنهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: (إنثرها لأبي طلحة). قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئإن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا.
3838 – حدثني عبيد الله بن سعيد: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله أبي أبي، قال: قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال: عروة: فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير، حتى لحق بالله عزوجل.
بصرت علمت، من البصيرة في الأمر، وأبصرت من بصر العين، يقال: بصرت: وأبصرت واحد.
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل الأنصار رضي الله عنهم، رقم 2505.]
(همت) من هم بالأمر إذا عزم على القيام به ولم يفعله. (طائفتان) جماعتان، هما بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس. (أن تفشلا) تجبنا وتضعفا عن القتال. (ما أحب..) أي نزولها محبب إلي لما ذكر فيها
من ولاية الله تعالى. (وليهما) ناصرهما وحافظهما ومتولي أمرهما بالتوفيق].
[ش (جارية) بكرا صغيرة. (خرقاء) حمقاء جاهلة]
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم، رقم: 2306.
(رجلان) يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام، كما هو عند مسلم].
[ش (نثل..كنانته) استخرج لي ما فيها من سهام لأرمي بها المشركين].