-3- 1 – باب: كيف نزول الوحي، وأول ما نزل.
قال ابن عباس: المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله.
4694 – حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا:
لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشر سنين.
4695 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي، عن أبي عثمان قال:
أنبئت أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: (من هذا). أو كما قال، قالت: هذا دحية، فلما قام، قالت: والله ما حسبته إلا أياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل، أو كما قال. قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد.
4696 – حدثنا عبد الله ين يوسف: حدثنا الليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة).
4697 – حدثنا عمرو بن محمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن الله تعالى تابع على رسوله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.
4698 – حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا يقول:
اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقل ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل: {والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى}.
[ش (المهيمن) يفسر اللفظ الوارد في قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} /المائدة: 48/: أي موافقا لما جاءت به الكتب السماوية السابقة: من العقيدة الثابتة وأسس العبادة والأخلاق والتشريع، ورقيبا حاكما عليها: فما وافقه منها فهو صحيح وحق، وما خالفه علم أنه مبدل مغير].
[ش أخرجه مسام في الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، رقم: 152.
(أعطي ما مثله آمن عليه البشر) أجري على يديه من المعجزات الشيء الذي يقتضي إيمان من شاهدها بصدق دعواه، لأنها من خوارق العادات حسب زمانه ومكانه. (أوتيته) المعجزة التي أعطيتها. (وحيا) قرآنا موحى به من الله تعالى، يبقى إعجازه على مر الأزمان، ولذلك يكثر المؤمنون به، ويوم القيامة يكون أتباعه العاملون بشريعته المنزلة أكثر من الأتباع العاملين بالشرع الحق لكل نبي].
[ش أخرجه مسلم في أوائل كتاب التفسير، رقم: 3016.
(تابع) أنزل الوحي متتابعا أكثر من تتابعه من قبل. (قبل وفاته) قرب وفاته. (أكثر ما كان الوحي) وقعت وفاته في زمان كان نزول الوحي فيه أكثر من أي زمن مضى].