-3- 10 – باب: مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أشبهت خلقي وخلقي).
3505 – حدثنا أحمد بن أبي بكر: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، أبو عبد الله الجهني، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني، حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية، هي معي، كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها فنعلق ما فيها.
3506 – حدثني عمرو بن علي: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن الشعبي:
أن ابن عمر رضي الله عنهما: كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
[ش (أكثر) أي في روايته للحديث. (بشبع بطني) أي رضيت بشبع بطني، ولم أطلب زيادة على ذلك، فتهيأ لي من سماع حديثه ما لم يتهيأ لغيري. (الخمير) الخبز الذي خمر وجعل في عجينه الخميرة، ويروى (الخبيز) وهو الخبز المأدوم. (الحبير) الجديد والحسن، أو ما كان موشى ومخططا من الثياب. (فلان وفلانة) ليس لي خادم من ذكر أو أنثى، وإنما أخدم نفسي. (بالحصباء) بالأرض، لتنكسر شدة الجوع. (لأستقرى الرجل الآية) أقول له: أريد أن أقرأ آية كذا. (هي معي) أحفظها. (ينقلب) يرجع. (العكة) وعاء من جلد يجعل فيه السمن وغيره].
[ش (ذي الجناحين) سمي بذلك لما أخبر به صلى الله عليه وسلم: أن الله تعالى أبدله عن يديه اللتين قطعتا في غزوة مؤتة جناحين يطير بهما في الجنة].