-3- 18 – باب: ذكر أسامة بن زيد، رضي الله عنه.
3526 – حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ليث، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية، فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثنا علي: حدثنا سفيان قال: ذهبت أسأل الزهري عن حديث المرأة المخزومية، فصاح بي، قلت لسفيان: فلم تحتمله عن أحد؟ قال: وجدته في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن امرأة من بني مخزوم سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلم يجترئ أحد أن يكلمه، فكلمه أسامة بن زيد، فقال: (إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، لو كانت فاطمة لقطعت يدها).
3527 – حدثني الحسن بن محمد: حدثنا أبو عباد، يحيى بن عباد: حدثنا الماجشون: أخبرنا عبد الله بن دينار قال:
نظر ابن عمر يوما، وهو في المسجد، إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد، فقال: انظر من هذا؟ ليت هذا عندي، قال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ هذا محمد بن أسامة، قال: فطأطأ ابن عمر رأسه، ونقر بيديه في الأرض، ثم قال: لو رآه رسول الله صلى الله عليهوسلم لأحبه.
3528 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي: حدثنا أبو عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما:
حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأخذه والحسن، فيقول: (اللهم أحبهما، فإني أحبهما).
3529 – وقال نعيم، عن ابن المبارك: أخبرنا معمر، عن الزهري: أخبرني مولى لأسامة بن زيد:
أن الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، وكان أيمن بن أم أيمن أخا أسامة بن زيد لأمه، وهو رجل من الأنصار، فرآه ابن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: أعد.
قال أبو عبد الله: وحدثني سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري: حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد: أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر، إذ دخل الحجاج بن أيمن بن أم أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: أعد، فلما ولى، قال لي ابن عمر: من هذا؟ قلت الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، فقال ابن عمر: لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه. فذكر حبه وما ولدته أم أيمن.
قال وحدثني بعض أصحابي، عن سليمان: وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم.
[ش (ليت هذا عندي) قريبا مني حتى أنصحه وأعظه. (محمد بن أسامة) ابن زيد رضي الله عنهم. (فطأطأ..) خفضه. (لأحبه) لمحبته لأبيه وجده].
[ش (حبه وما ولدته أم أيمن) ميله لها ولأولادها، ذكورا وإناثا. (حاضنته) هي الداية التي تقوم على تربية الصغير، والمرأة التي تقوم مقام الأم في تربية الولد بعد وفاتها. والداية: تطلق على المرضع الأجنبية والحاضنة والقابلة].