-3- 17 – باب: مناقب زيد بن حارثة، مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال البراء: عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت أخونا ومولانا).
3524 – حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن وكان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده).
3525 – حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل علي قائف، والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد، وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، قال: فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه، فأخبر به عائشة.
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل زيد بن حارثة وأسامة ابن زيد رضي الله عنهما، رقم: 2426. (بعثا) سرية، وهي القطعة من الجيش. (فطعن) قدح وتكلم فيها. (بعض الناس) وكان أشدهم في هذا عياش ابن أبي ربيعة المخزومي رضي الله عنه. (إمارة أبيه) زيد بن حارثة رضيالله عنه في غزوة مؤتة. (وايم الله) يمين الله. (لخليقا) جديرا لائقا بها].
[ش (دخل علي قائف) هو الذي يلحق الفروع بالأصول بالشبه والعلامات، والمراد به هنا مجزز المدلجي رضي الله عنه، وكان هذا قبل أن يفرض الحجاب، أو بعده وكانت عائشة رضي الله عنها من وراء حجاب. (شاهد) حاضر. (مضطجعان) نائمان وأقدامهما ظاهرة. (فأخبر به عائشة) أي أخبرهابما قاله القائف، لسروره الشديد به صلى الله عليه وسلم، تأكيدا لما قد سمعته إذ كانت حاضرة، أو ظنا منه أنها لم تسمع ذلك، وخاصة إذا كانت من وراء حجاب، بل إن هذا يؤكد أنها كانت من وراء حجاب، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يظن أنها لم تسمعه. أو المعنى: سر بذلك صلى الله عليه وسلم فأخبرها بسروره، والله أعلم].