-3- 4 – باب: ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين، وما وعد من مال البحرين والجزية، ولمن يقسم الفيء والجزية.
2992 – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أنسا رضي الله عنه قال:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليكتب لهم بالبحرين، فقالوا: لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها، فقال: (ذاك لهم ما شاء الله على ذلك). يقولون له، قال: (فإنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني).
2993 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرني روح بن القاسم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: (لو قد جاءنا مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا). فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء مال البحرين، قال أبو بكر: من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليأتني، فأتيته فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان قال لي: (لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا). فقال لي: احثه، فحثوت حثية، فقال لي: عدها، فعددتها فإذا هي خمسمائة، فأعطاني ألفا وخمسمائة.
2994 – وقال إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس:
أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين، فقال: (انثروه في المسجد). فكان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه العباس، فقال: يا رسول الله، أعطني إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا. قال: (خذ). فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله، فلم يستطع، فقال: مر بعضهم يرفعه إلي. قال: (لا). قال: فارفعه أنت علي، قال: (لا). فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه، فقال: فمر بعضهم يرفعه علي، قال: (لا). قال: فارفعه أنت علي، قال: (لا). فنثر منه ثم احتمله على كاهله، ثم انطلق، فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبا من حرصه، فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم منها درهم.
[ش (ذاك لهم) أي ذلك المال للمهاجرين. (يقولون له) يقول الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم مصرين على ذلك، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنكم..)].