-3-14 – باب: الخَزِيرَة.
قال النَّضْرُ: الخَزِيرَة من النُّخَالة، والحَرِيرَة من اللبن.
5086 – حدثني يحيى بن بُكَير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن ربيع الأنصاري: أن عتبان بن مالك، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ممن شهد بدراً من الأنصار:
أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أنكرت بصري، وأنا أصلِّي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم لأصلي لهم، فوددت يا رسول الله، أنك تأتي فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، فقال: (سأفعل إن شاء الله). قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال لي: (أين تحب أن أصلِّي من بيتك). فأشرت إلى ناحية من البيت، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فكبَّر فصففنا، فصلىركعتين ثم سلَّم، وحبسناه على خزير صنعناه، فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا، فقال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخْشُن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق، لا يحب الله ورسوله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقل، ألا تراه قال: لا إله إلا الله، يريد بذلك وجه الله). قال: الله ورسوله أعلم، قال: قلنا: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، فقال: (فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله).
قال ابن شهاب: ثم سألت الحُصَين بن محمد الأنصاري، أحد بني سالم، وكان من سَرَاتهم، عن حديث محمود، فصدَّقه.
[ش (الخزيرة) قيل: طعام مصنوع من دقيق وسمن يحلى بشيء، وقيل: لحم مقطع يطبخ ثم يذر عليه دقيق، وقيل غير ذلك. (النخالة) قشر الحب الذي يبقى منه بعدما يطحن وينخل. (اللبن) وقيل: الحريرة من الدقيق].