-3- 1 – باب: في المظالم والغصب.
وقول الله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم}: رافعي، المقنع والمقمح واحد. وقال مجاهد: {مهطعين} مديمي النظر، ويقال: مسرعين. {لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء}. يعني جوفا لا عقول لهم. {وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال. وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال. وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام} /إبراهيم: 42 – 47/.
[ش (تشخص فيه الأبصار) تبقى عيونهم في ذلك اليوم مفتوحة ممدودة، من غير تحريك للأجفان. (لا يرتد إليهم طرفهم) لا يطرفون ولا ترجع إليهم أبصارهم. (أفئدتهم هواء) قلوبهم فارغة، ليس فيها قوة ولا جراءة، وقيل: صفر من الخير خالية عنه. (ما لكم من زوال) باقون في الدنيا،لا تزالون عنها بالموت والفناء. (ضربنا لكم الأمثال) ذكرنا لكم ما أصاب الأمم قبلكم واضحا مبينا لتعتبروا. (مكروا مكرهم) دبروا فيما بينهم أمر قتل النبي صلى الله عليه وسلم. (عند الله مكرهم) عالم به لا يخفى عليه، فيردهم خائبين، ويجازيهم على سوء تدبيرهم. (لتزول منه الجبال) ولو بلغ من تدبيرهم أنه تزال به الجبال الراسيات، فإنه لا يضر أولياء الله تعالى في نصرة دينه وتبليغ دعوته].