-3-23 – باب: قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} /المعارج: 4/. وقوله جل ذكره: {إليه يصعد الكلم الطيب} /فاطر: 10/.
وقال أبو جمرة، عن ابن عباس: بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لأخيه: اعلم لي علم هذا الرجل، الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء.
وقال مجاهد: {العمل الصالح} /فاطر: 10/: يرفع الكلم الطيب. يقال: {ذي المعارج}: /المعارج: 3/: الملائكة تعرج إلى الله.
6992 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يتعاقبون فيكم: ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم، وهو أعلم بكم، فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلُّون).
6993 – وقال خالد بن مخلد: حدثنا سليمان: حدثني عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل). ورواه ورقاء، عن عبد الله بن دينار، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا يصعد إلى الله إلا الطيب).
6994 – حدثنا عبد الأعلى بن حمَّاد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس:
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب العرش الكريم).
6995 – حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، أو أبي نعم – شك قبيصة – عن أبي سعيد الخدري قال: بُعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية فقسمها بين أربعة.
وحدثني إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري قال:
بعث عليٌّ، وهو في اليمن، إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية في تربتها، فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن بدر الفزاري، وبين علقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نبهان، فتغيَّظت قريش والأنصار، فقالوا: يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: (إنما أتألَّفهم). فأقبل رجل غائر العينين، ناتئ الجبين، كثُّ اللحية، مشرف الوجنتين، محلوق الرأس، فقال: يا محمد اتق الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن يطيع الله إذا عصيته، فيأمنني على أهل الأرض، ولا تأمنوني). فسأل رجل من القوم قتله – أراه خالد بن الوليد – فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ولَّى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من ضئضئ هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرميَّة، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد).
6996 – حدثنا عيَّاش بن الوليد: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي عن أبيه، عن أبي ذر قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: {والشمس تجري لمستقرٍّ لها}. قال: (مستقرُّها تحت العرش).
[ش (تعرج) تصعد وترتفع وترتقي. (الروح) جبريل عليه السلام، وقيل غير ذلك. (يصعد) كناية عن القبول والإثابة. (الكلم الطيب) كل كلام فيه طاعة لله عز وجل، من قراءة قرآن، وذكر لله تعالى، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونحو ذلك.
(العمل الصالح..) مراد مجاهد رحمه الله تعالى: أن العمل الصالح – وهو أداء فرائض الله تعالى، كما فسر – هو الذي يرفع الكلم الطيب، أي هو شرط في قبوله من الله تعالى وترتب الثواب عليه، والله أعلم].
[ش أخرجه مسلم في الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، رقم: 1014.
(بعدل تمرة) ما يعادلها وزناً أو قيمة. (كسب طيب) حلال ومن طريق مشروع. (يصعد) يقبل. (يتقبلها بيمينه) الله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة مخلوقاته في صورهم وأشكالهم، فيمينه جل وعلا يمين تليق به، وليست جارحة كجوارحنا، وهو تعالى أعلم بها، وإنما ندرك نحن من هذا أنالله تعالى يتقبل هذه الصدقة قبولاً حسنا، ويجزل العطاء لصاحبها، لأن اليمين تصان عادة عن مس الأشياء الدنية، وهو عنوان الرضا وحسن القبول، والله تعالى أعلم. (يربيها) ينميها ويزيد في أجرها.
(فلوه) المهر إذا فطم. (مثل الجبل) كما لو كان تصدق بمقدار الجبل].